ساكي يفند الأداء الإيطالي: إيجابي ولكن..

رغم إعجابه بأداء منتخب بلاده رفض الداهية الإيطالي إلا الكشف عن الهفوات التكتيكية التي وقع فيها لاعبو الأتزوري.

قدمت إيطاليا أوراق اعتمادها باكراً جداً كمرشحة طليعية للعب أدوار كبرى في بطولة العالم 2014 FIFA بعد أدائها المتمكن أمام إنكلترا ضمن المجموعة الرابعة.

بيرلو ورفاقه بدوا في حالة مذهلة بدنياً وفنياً وتكتيكياً، عوامل منحتهم الفوز 2-1، إلا أنه رغم ذلك وجد مدرب إيطاليا وآي سي ميلان السابق أريغو ساكي بعض الوهن والخطأ هنا وهناك دون أن يخفي إعجابه بأداء بلاده وقدرتها إن تلافت الأخطاء على الذهاب بعيداً.

وقال ساكي حول مستوى المباراة وترشيح الأتزوري لدور ريادي: "لعبت إيطاليا أفضل من إنكلترا برأيي، لكن هذا لا يعني أننا كنا مثاليين، بل كان لدينا بعض المشاكل، دون أن يمنعني ذلك أن أكون متفائلاً بالمستقبل وبعد هذه المباراة القوية، يجب أن نتحسن في المستوى ونتدارك أخطاءنا كي نستطيع تقديم مستوى أفضل خصوصاً على الجانب الدفاعي حيث وضع الفريق نفسه بأزمات كان يمكنه تفاديها ومنع إنكلترا من القيام بمرتدات كثيرة وخطرة. أعتقد بتلافي هذه الأخطاء سيكون بمقدورنا المنافسة على اللقب".

وبالسؤال عن الأخطاء التي ارتكبها الفريق أجاب المدرّب المحنّك: "بداية بالتحدث عن الإيجابيات، استطعنا امتلاك الكرة على نحو جيد وهذا أمر ممتاز عموماً لتوجيه إيقاع المباراة، وهاجمنا بعدد قليل من اللاعبين، لكن في المقابل تركنا مساحات في الدفاع لأنّ الفريق لم يقم بالضغط على لاعبي إنكلترا، ومن دون خطة ضغط الدفاع يكون الوضع صعباً إذ يصبح للمهاجم أفضلية خصوصاً إن كانوا سريعين مثل ويلبيك وستيرلنغ وروني".

وكانت إيطاليا فرضت أسلوبها في المباراة ونجحت في السيطرة في الأوقات الأساسية مع تراجع بعد التقدم 2-1، إلا أن اندفاع خطوطها خلف أروقة استفادت منها إنكلترا بوضوح ووفرت عبرها الكثير من الفرص.

استفاد الإنكليز كثيراً من عدم الضغط  المتقدم للدفاع الإيطالي فشنوا الهجمات المرتدة عبر الأروقة الإيطالية يمنة ويسرة ونجحوا في التسجيل من إحداها.

وبالتعريج على إدارة وتوزيع المجهود في لقاء عالي النسق بأجوائه المناخية الصعبة قال ساكي: "صحيح لقد بذلنا مجهوداً كبيراً فكنا نهاجم بقوة ويتقدم الفريق مخلفاً مساحات فيما اعتمد الإنكليز على المرتدات السريعة التي بسبب سوء تغطيتنا وفرنا لهم ممرات لاختراقنا مراراً من اليمين واليسار وهكذا سجلوا التعادل، طبعاً الإيقاع كان عالياً وهذا مفاجئاً بعض الشيء، كان يمكننا الاقتصاد بالمجهود والتقليل من معدل الجري لكن هذا يدل على لياقتنا العالية والممتازة رغم الأجواء المناخية الصعبة".

وما لفت في لقاء الأمس حيوية بيرلو ابن الـ35 عاماً ما يطرح السؤال حول قدرته على اللعب بإيقاعات عالية لفترة طويلة إن ذهبت إيطاليا بعيداً في البطولة فكان الجواب: "بيرلو لاعب خطر دائماً حينما تكون الكرة معه وليس العكس بتحركاته الخيالية، وهنا يحتاج لمساعدة زملائه في خلق المساحات له وهنا أيضاً يبرز دور برانديلي التكتيكي بتخفيف الضغط عن بيرلو للاستفادة من دهاء تمريراته وتوزيعه للعب، وبهذه الطريقة يستطيع توفير المجهود والاقتصاد بعطاءاته بالإضافة لا يجب إغفال دور دي روسي وأعتقد أنه يشكل ثنائيا مميزا مع بيرلو، إضافة أن الأخير يلعب بأسلوب اللمسة ولا يكثر من الجري السريع ما يجعل مجهوده موجهاً".

بلغ مجموع عدو بيرلو أمام إنكلترا 10544 متراً، فيما أقصى سرعة بلغها كانت 20 كلم/ساعة ما يعكس نوعية جريه وأسلوب لعبه ويفسّر قدرته على اللعب لفترات طويلة.

وحول رأيه في مستوى ماريو بالوتيلي قال إنه لاعب موهوب جداً إن كان بمزاج جيّد، يكون خطراً أمام المرمى وهذا ما رأيناه أمام إنكلترا كيف انسل لتسجيل هدفه إثر عرضية كانديريفا الممتازة، وشاهدناه سابقاً في يورو 2012 كيف كان خطراً، وأتوقع أن يتحسن مع تقدّم عمر البطولة ويكون له شأن كبير في دفع الفريق. لقد كان عنصراً حاسماً بتحقيق الفوز وترجمة جماعية المنتخب".

ولا بد من الحديث عن صاحب القيادة التكتيكية الواضحة البصمات المدرّب تشيزاري برانديلي: "إنه ممتاز بأسلوبه لقد انتشل المنتخب من وضع صعب وقاده إلى مراكز متقدمة، إنه رجل تكتيكي بامتياز بصماته واضحة، يعرف كيف يستفيد من خطط المنافس، غيّر شخصية إيطاليا الدفاعية ولم يعد منتخب "كاتيناتشيو" وهجمات مرتدة لدينا فريق يملك مقومات هجومية عالية ينقل الكرة بسلاسة من الهجوم والدفاع ونقاط قوة هجومية على الأطراف وفي العمق".